لقد اعتدنا أن نقول أن درجة الحرارة هي انعكاس لحركة جزيئات المادة التي نشاهدها، وتكون تلك النظرية واضحة بالسوائل والغازات حيث تتحرك الجزيئات بالنسبة لبعضها البعض، فكيف يمكن تفسير التغير في درحة الحرارة بالمواد الصلبة التي ينبغى نظريا أن تكون الجزيئات بها ثابتة وبالتالى لا تتغير الحرارة نتيجة لحركتها؟

إن الحرارة هي فعلا انعكاس (وقياس) للحركة غير المنتظمة للذرات والجزيئات التي تتكون منها المادة؛ فحركة الجزيئات التي يسهل الإحساس بها في الغازات (ولكن يصعب مشاهدتها)، وفي السوائل (خلال تسخين الماء)، تكون أقل بكثير في حالة المواد الصلبة، فالجزيئات تتحرك بالمواد الصلبة أيضا، فهي ليست ثابتة ولكنها تحتفظ بنفس الجزيئات المجاورة لها على مر الوقت (مما يؤدى إلى صلابتها عند النظر إليها بالعين المجردة) وهذا ليس بحال السوائل عادة (ولا بحال الغازات)؛ وحركة الجزيئات تكون صغيرة المدى في حالة المواد الصلبة (صغيرة بالنسبة للمسافة بين جزيئين متجاورين ونقول أحيانا أنها تتحرك حول موضع متوسط)، وعند ارتفاع درجة الحرارة يتسع مدى الحركة وتتسع المسافات بين الجزيئات المتجاورة (وهذا ما يناظر التمدد عند النظر بالعين المجردة) وهناك أوقات تستطيع فيها الجزيئات الحركة بالنسبة لبعضها البعض وتفقد الموقع المتوسط على مر الوقت ويمكننا تفسير انصهار المواد الصلبة بتلك الطريقة.

إن التغيير في الحرارة لا يعكس حركة الجزيئات بالنسبة لبعضها البعض، وإنما يعكس حركة الجزيئات غير المنتظمة حول موضعها المتوسط ويمكن للموضع المتوسط للجزيئات أن يكون ثابتا (كحال المواد الصلبة) وهذا لا يعني أن الجزيئات نفسها ثابتة، ولا نستطيع تجاهل الحركة تماما إلا بالصفر المطلق (-٢٧٣º) مما يفسر من جهة أخرى وجود حد أدنى للحرارة.